ذكرى الإسراء والمعراج وثمراتها الايمانية (ملزم)
عناصر الخطبة (مُلزم)
لقد خلد الله تعالى معجزة الاسراء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت الله الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس، وهي آية قطعية الدلالة لا تقبل التشكيك أو التأويل، كما دلت آيات سورة النجم دلالة ظاهرة على معراجه الشريف صلى الله عليه وسلم.
إن الإسراء والمعراج معجزتان عظيمتان جعلهما الله تعالى تسلية وتأييداً لنبيه صلى الله عليه وسلم عندما اشتد أذى كفار قريش بعد أن فقد عمه أبا طالب وزوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، فجاءت الرحلتان لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي تكفل الله تعالى بنصرته.
لقد علمتنا معجزة الاسراء والمعراج أن المنح تأتي بعد المحن، وأن الفرج يأتي بعد الشدة والكرب، وأن العطاء يأتي بعد المنع والابتلاء، ومن خلال الأحداث التي مر بها عليه الصلاة والسلام قبيل وأثناء رحلته، فإن المؤمن يتعلم الثقة بالله تعالى والاعتماد عليه، ومهما رأى من بلاء او شدة أو كرب أو مرضٍ، فإنه يوقن بأن لله حكمة في كل ذلك، والمؤمن إذا ابتلي فلا بد أن يري ربه خيراً.
إن استذكار رحلة الإسراء والمعراج أمر مطلوب شرعاً، قال الله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ ابراهيم:5، فلنذكر أنفسنا وأهلينا وأولادنا بهذه الحادثة العظيمة، في بيوتنا مع أولادنا في هذه الأيام افتحوا كتب السيرة، واقرؤوا عن رحلة الإسراء والمعراج، وانظروا إلى ربط المسجد الحرام بالمسجد الأقصى، وربط المسجد الأقصى بالصلوات التي فرضت في السموات العلا حتى لا ننسى الأقصى والقدس الشريف، فإننا نرى في القدس والمسجد الأقصى خصيصة إلهية، وعناية نبوية، وعهدة عمرية، وفتوحات صلاحية، ورعاية هاشمية.
ولا تنسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: من قال: "سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت مثل زَبَد البحر"، ومن قال: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكُتِبَتْ له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي"، ومن قال: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ ، " أيما مس