هذه قصة حقيقية لفتاة عاشت في احد احياء عمان طفولة بائسة، حاولت ان تدوس على الأشواك وتنتصر على واقعها المؤلم، وحاول والديها ان يجعلا منها فتاة قوية.
ولدت صاحبتنا كباقي الأطفال بظروف طبيعية.. وفي احد الأيام اصيبت بحرارة شديدة لايمكن تخفيضها إلا بحقنة سريعة.. فإما الموت نتيجة الحرارة وإما الحياة مع كل ما تخبئه من علقم.
فاختار والدها خيار العلقم على ان لا تموت فتاته الحبيبة. حيث دفعت هذه الفتاة الثمن لخطأ طبيب لا يعرف الرحمة، فقضى على كل شيىء جميل، حيث كانت إجابة الأطباء بعد هذا العارض أنه لن يكون في مقدور الفتاة أن تسير على قدميها بعد الآن إلا برحمة من الله.
حاولت هذه الفتاة وبتشجيع من والديها ان لا تستسلم لتلك العربة المتنقلة (الكرسي المتحرك). ووافقت ان تخضع لعمليات جراحية كثيرة لتتمكن من السير.. ومع كل هذه المعاناة لم تفقد الأمل بالله.
كبرت فتاتنا.. وكبُر الألم معها، وحافظت على أجمل شيىء تتميز به عن جميع من حولها وهي إبتسامتها الملائكية. واستمر دفع الثمن، وأصبحت تعاني من إنحراف في العمود الفقري، وكان لابد ان تدفن مشاعرها حتى تشق طريقها في الحياة. واختارت طريق الشوك.. فأصبحت من " ذوي التحديات الحركية "، ولا حول ولاقوة إلا بالله.
كبرت.. ونجحت في تجاوز كل ما أصابها، وحصلت على شهادة البكالوريوس، وأصبحت عروس جميلة تزيد من جمالها إبتسامتها الملائكية، حيث تقدم لخطبتها رجال كثيرون، ولكن عندما يكتشفون أنها من "ذوي التحديات الحركية" يعتذرون لوالديها بقولهم: نتمنى لها التوفيق مع شخص يناسبها.
تقول صاحبة القصة: أنا قدري هكذا.. وهو إبتلاء من الله، وأنا صابرة ولن أغيّر ذاتي من أجل أن يقبلني أي رجل. وبرغم كل ما أعانيه سأظل أبتسم حتى نهاية عمري إن كنت سعيدة أم غير ذلك، فكل شيىء من الله مرحباً به.
بقيَ أن نقول أن صاحبتنا حصلت على درجة الماجستير.. وعادت إلى حضن أهلها في فلسطين الحبيبة.