الخِربات الأثرية في الأردن.. مستوطنات تعود لأقدم جذور الإستيطان

 

 

تكثر في الأردن المواقع الأثرية التي تم بناؤها خلال الحِقب الزمنية المختلفة التي مرَّت على هذه المنطقة.. ومن  هذه المواقع (الخِربات).. وهي قُرى أثرية مهجورة تحوي على كهوف وحُجرات، والعديد من المظاهر المعمارية الأثرية والقطع الأثرية من مختلف العصور.  الحجرية النحاسية والبرونزية المبكرة والمتوسطة، كما تم العثور فيها على عدد من المقابر المنحوتة بالصخر.

كما يوجد في هذه (الخِرب) الكثير من المستوطنات التي تعود لأقدم جذور الإستيطان من العصر الحجري القديم، كذلك تعود إلى العصور الحجرية الحديثة والحجرية النحاسية والعصور البرونزية، كذلك حضارات المراحل الكلاسيكية جميعاً، النبطية، الرومانية، البيزنطية، الأموية، الأيوبية المملوكية والعثمانية.

وأهم هذه الخِرب:

خربة غريسا

 تقع هذه القرية الأثرية المهجورة على الحد الفاصل ما بين الحدود الإدارية الفاصلة لمحافظتي الزرقاء والمفرق، وتتربع على موقع إستراتيجي مطل على سهول وأودية سحيقة من الأربع جهات. وتبلغ مساحة الموقع قرابة ثلاثون دونماً.

ويلاحظ إعادة إستخدام الموقع في بداية هذا القرن من خلال وجود عدد كبير من المنازل المهجورة الآن والتي استخدم في بناؤها الحجارة الأثرية.

ومن خلال المسح الأثري الميداني للموقع تم جمع عدد كبير من القطع الأثرية والتي تضم العصور المختلفة منذ العصر الحجري القديم وحتى العصر البرونزي المبكر من خلال الأدوات الصوانية المتعددة من فؤوس ومكاشط وسكاكين متعددة، ومئات الكسر الفخارية العائدة للعصور الحجرية النحاسية والبرونزية المبكرة والمتوسطة، كما تم العثور على عدد من المقابر المنحوتة بالصخر الجيري .

 

خربة المسرات

تقع الخربة في العالوك بمنطقة بيرين في محافظة الزرقاء، وتعتبر (المسرات) من أهم المواقع الغنية بالمخلفات الأثرية، حيث تبين من خلال أعمال التنقيب الأثري لهذه المنطقة وقراءة العملة في الموقع على أن أساسات المساكن تعود للفترة الرومانية المتأخرة والفترة البيزنطية المبكرة، مع إعادة استخدام للمباني وعمليات إغلاق البوابات.

كما أنه تبيَّن من خلال الكشوفات والدراسات أن هناك فترة إستخدام إسلامية في العصر الأموي، ويبدو ذلك واضحاً من خلال العثور على مساكن بغرف مختلفة .

كما تظهر فترة إستيطان عثمانية متمثلة بوجود عدد من المنازل التراثية التي أعيد استعمالها في فترة الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين.

 وكشفت أعمال التنقيب الأثري في المقبرة الخاصة بموقع المسرات الأثري عن 11 مدفناً، ثمانية منها على شكل كهوف محفورة بالصخر ويوجد بها حجرات دفن يتراوح عددها من (6-8) قبور، وثلاثة منها حفر مدخلها في الصخر بشكل مستطيل ينزل منه إلى عمق (180سم) إلى ثلاثة حجرات دفن.

 

خربة مرحب

موقع أثري هام ضمن معسكر مهجور للقوات المسلحة الأردنية في قرية مرحب بمنطقة بيرين في محافظة الزرقاء.

ويحتوي الموقع على مستوطنة سكنية تعود للفترة الأيوبية المملوكية، ولا تزال بعض جدرانها ظاهرة للعيان، والعديد من الكهوف والمقابر وكميات هائلة من الفخار والعديد من المظاهر المعمارية الأثرية التي تعود للفترتين الرومانية والبيزنطية.

 

خربة خو

تقع خربة خو شرق مدينة الزرقاء على طريق الزرقاء –خو، على تله صخرية تشكل موقع إستراتيجي في المنطقة، وتبلغ مساحة الخربة حوالي 55 دونماً، أبعادها 260م شرق غرب و 210م شمال جنوب .

وتتكون الخربة من ثلاثة أجزاء :

الخان أو محطة القوافل .

 القلعة وتقع شرقي الخان .

البيوت السكنية والآبار والمدافن المحفورة في الصخر، والتي تنتشر حول الخان والقلعة بالإضافة إلى وجود عدد من المدافن داخل القلعة والخان .

ويتبين من نتائج المسح الأثري من أن الخربة تعود للفترة الرومانية ثم الفترة البيزنطية.

 

خربة جنينه

 تقع جنينه على الطرف الغربي لوادي الزرقاء في منطقة الزواهرة ،حي الجنينه، داخل حدود بلدية الزرقاء وتقدر مساحة الموقع بحوالي 65-70 دونم.

  تم التعرف على موقع جنينه لأول مرة خلال المسح الأثري الذي قام به جيتانو بالمبو عام 1993 في الجزء العلوي من وادي الزرقاء ،حيث ذكر أن الموقع يمثل مستوطنه غير محصنه تعود بتاريخها إلى العصر الحديدي الثاني .

لاحقا تم عمل مسح أثري خاص بالموقع تبين فيه أن الموقع سُكن في البداية خلال فترة العصر البرونزي المبكر الأول وأنه كان يمثل ربما في تلك الفترة قرية زراعية غير محصنه، ونتيجة لقرب الموقع من خربة البتراوي المدينة المحصنة من العصر البرونزي الثاني والثالث، فإنه يعتقد أنه كان هناك رابطاً مباشراً بين الموقعين، فربما كان موقع جنينه يمثل الموقع الأم لسكان خربة البتراوي .

 

خربة الحبابية

تقع ضمن منطقة الحرة البازلتية إلى الشمال الغربي من بلدة الأزرق، على الطريق التجاري العسكري القادم من المناسف والبشرية باتجاه الأزرق ووادي السرحان.

ويرتفع الموقع عن مستوى سطح البحر قرابة (610م)، وهو عبارة عن خربة أثرية متميزة بحجمها الكبير الواسع حيث تشرف على مساحة واسعة من الأراضي، وتبلغ مساحة الموقع ككل (100دونم).

تعود أقدم جذور الإستيطان إلى العصر الحجري القديم، كذلك تعود إلى العصور الحجرية الحديثة والحجرية النحاسية والعصور البرونزية، كذلك حضارات المراحل الكلاسيكية جميعاً، النبطية، الرومانية، البيزنطية، الأموية، الأيوبية المملوكية والعثمانية.