إذا أحب الله عبداً إبتلاه


هذه قصة شاب في مقتبل العمر، حدث له حادث سير ولم ييأس من رحمة الله الذي أخذ بيده نحو المستقبل المشرق.. حيث يقول:

ولدت وأنا في كامل صحتي في أسرة ميسورة، وكان والدي يعمل في الزراعة وكنت أساعده في إجازة المدرسة، وأنهيت الدراسة الثانوية بمعدل 86 بالمائة، وقدمت للجامعة، وتم قبولي حيث فرحت جدا وكذلك والديّ اللذان ما فتئا يدعوان لي، وفي أولى إيامي في الجامعة صدمتني سيارة ونتج عن الحادث إصابتي بإعاقة في قدميّ حرمني من فرحتي.
رضيت بقضاء الله سبحانه وتعالى حيث يقول عز وجل: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب". والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أحب الله عبداً ابتلاه".

وبدأت رحلة العلاج، وخلصت الأمور على اني لنا المشي عليهما نهائيا، وبأنني سأكون جليس الكرسي المتحرك، فهو سيكون رفيقي إلى الأبد.

ويضيف صاحبنا: خلال هذه السنوات كنت اشعر في أعماقي أنني سأصبح عالة على أهلي يوما ما‏,‏ لذلك فكرت أن أتزوج حتى أريحهم من همي قليلا، وفرح الأهل بذلك كثيرا، لكن.. من ستقبل بشخص "مقعد" زوجا لها، واستسلمت للحزن والوحدة، وبعد حوالي التسعة أشهر توفي والدي جراء حزنه الشديد علي. فأصابتني حالة من الإكتئاب الشديد، وانعزلت عن الناس.

وفي يوم من الايام جاءتني والدتي وعلى محياها فرحة كبيرة، وقالت لي: "أجتك عروس جاهزة". من هي؟ إنها بنت الجيران، أحبتني وأنا على مقاعد الدراسة، وسافرت وعادت، وعندما سمعت بما حدث لي، اتخذت قرارها الجريء.. وتزوجنا.

كانت إنسانة فوق كل تصور، فقد لعبت دورا مهما في حياتي‏..‏ بعض أقاربها عارضوا فكرة زواجنا واستغربوها لكنها واجهتهم‏.‏
سافرنا الى إحدى الدول الغربية وأكملت دراستي الجامعية بتفوق، وحصلت على البكالوريوس في إدارة الأعمال، ثم الماجستير.. لا أُخفيكم بأن حياتي إنقلبت رأساً على عقب بعد أن إرتبطت بهذه الإنسانة التي باعت الدنيا لأجلي، فقد أحسست أن الله بعثها لي جزاءً على رضائي بابتلائه لي وصبري.

في يوم من الأيام قرأت إعلان بأن إحدى الشركات الكبري في دولة خليجية تطلب شخص لشغل وظيفة في الإدارة.. فأرسلت لهم سي في وشهاداتي.. وجاءني الرد بعد أسبوع بالموافقة. فحزمنا أمتعتنا وودعنا بلد الغربة وذهبت مع رفيقة عمري إلى الخليج، وها أنا أعمل بكل ثقة ولي أصدقاء لم أعهد مثلهم أبدا.. والحمد لله الذي جعلني أنتصر على إعاقتي.. ورزقني بزوجة هي ملاك يمشي على الأرض.